نحن مع غزة

الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012

نظرات في مقالات "كفاح الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي" للأستاذ "سيد قطب" وتحلية الشيخ البشير الإبراهيمي لها

نظرات في مقالات "كفاح الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي" للأستاذ "سيد قطب"

وتحلية الشيخ البشير الإبراهيمي لها


البشير الابراهيمي وسيد قطب


 

مدخل تمهيدي:

                      شعب الجزائر مسلم     وإلى العروبة ينتسب

 

 

                     من قال حاد عن اصله     أو قال مات فقد كذب

بهذه الكلمات كان مطلع قصيدة الشيخ المصلِح "عبدالحميد بن باديس" - رحمه الله - رائدِ النهضةِ الجزائرية، ورئيسِ "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين"، والذي أَنجَبتْه الجزائر المسلمة الأبيَّة.

 

ومع أن الجزائرَ لم تُنجِب "ابن باديس" وحدَه في مثل فكرِه وعقيدتِه، بل أَنجَبَت الكثيرَ من العلماء والمفكِّرين المُبدِعين الأجلاء، والذين ذاع صيتُهم في المعمورةِ وأصقاعِ العالمِ - شرقًا وغربًا - ومن بين هؤلاء الأعلام: العلامة الأَرِيب، والشيخ الأديب "محمد البشير الإبراهيمي" - رحمه الله تعالى - نائبِ ابن باديس في "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين"، ورئيسها فيما بعد موته - رحمهما الله.

 

وفي المقابِل تُعتَبَر مصرُ قِبلةً للمفكِّرين والزعماء من الشمال الإفريقي والمغاربي، وبخاصَّة إبَّـان التوسُّع الاستعماري الفَرَنسي في حدود الأربعينيات والخمسينيات الميلادية، والذي ألجأ الكثيرَ من علماءِ المسلمين الجزائريين، ودفعهم إلى الهجرةِ بدينِهم وأنفسهم لمَن قد يكون سندًا لهم في تلك البلاد، وعونًا على ما يَصبُون إليه من دعوة إلى تحرير الأبدانِ والأوطانِ من رقِّ الاستعمار الكافر.

 

والذي يهم في هذا المقامِ، هو محاولةُ إبرازِ شيءٍ من المآثر والفوائدِ المستَنبطةِ من كفاحِ الجزائرِ ضدَّ الاستعمار الفَرَنسي، بنقلِ نموذجٍ من أقوالِ أبرزِ دعاة التحرُّر من عبوديَّة الاستعمار المُتَغَطرِس، والذي أكل الأخضر واليابس، ويمثِّله الأستاذ الداعية "سيد قطب" - رحمه الله - في مصر، وتوضيح مقاصدِه من المقالات المؤيِّدة لأهمِّ النشاطات في سبيلِ نصرةِ الكفاح الجزائري، والذي كان يمثِّله ويَرفَع لواءَ شرعيَّةِ جهادِه الشيخ العلامة "محمد البشير الإبراهيمي" - رحمه الله.

 

العلاقة بين "سيد قطب" والإبراهيمي:

ظهرت "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين" على السَّاحة في بدايةِ الثلاثينيات؛ بحكم التأثُّر - المباشر، وغير المباشر - بنهضة الدعوات والحركات التحرُّرية بالمشرق الإسلامي: كدعوة شيخ الإسلام "محمد بن عبدالوهَّاب" - رحمه الله وأجزل له الثوابَ - وهي دعوة سلفيَّة على منهاجِ النبوة، وكذا حركة التحرُّر العقلانية "لجمال الدين الأفغاني" و"محمد عبده"، ودعوة الشيخ "محمد رشيد رضا" - رحمه الله - السُنيَّة السَّلفيَّة في مُجمَلِها.